الأربعاء، 22 أبريل 2015

مواقع التواصل الإجتماعي وتاريخها


يشهد عالمنا الحالي طفرة تكنولوجية في المعلومات والاتصالات حيث أصبح العالم كله أشبه بقرية صغيرة مترابطة عبر الشبكة العنكبوتية يمكن لسكانها التواصل فيما بينهم دون حواجز أو عوائق ،  لقد كان التواصل قديمًا يستغرق أشهر لإرسال و استقبال الرسائل عبر مكاتب البريد ، ولكن مع تقدم التكنولوجيا والوسائل الحديثة أصبح من السهل إرسال و استلام  كافة الوسائط كالصور والفيديو بالإضافة إلى الرسائل النصية ، والرد عليها فورًا من أي مكان و في أي زمان كان في نفس اللحظة . و مع التقاء شبكات الانترنت في كل مكان ووجود الهواتف النقالة وأجهزة الحاسوب ، ظهر لنا ما سمى بمواقع التواصل الاجتماعي. و يعد الفيسبوك ، وتويتر ، والانستغرام من أشهرها ، فهي تتيح الفرصة للمستخدمين بنشر الصور ، و إبداء الآراء المتعددة ، ومتابعة الأحداث الجارية في المجتمع .

تعرف شبكات التواصل الاجتماعي على أنها : مواقع على شبكة الإنترنت تتيح للمستخدمين تبادل المعلومات والبيانات الإلكترونية ، وعرض وجهات نظرهم ، والتفاعل فيما بينهم من خلال مجتمعات افتراضية .

تاريخياً يعد موقع classmate.com أول موقع للتواصل الاجتماعي والذي أنشئ عام 1995 ، حيث تتوفر فيه خدمة إرسال رسالة لمجموعة من الاصدقاء وعرض ملفاتهم الشخصية. و في عام 2003 ظهر موقع myspace وهو موقع تفاعلي يسمح للأصدقاء بتبادل الموسيقى ، و الصور ، ومقاطع الفيديو ، بالإضافة الى احتوائه على مدونات. وفي عام 2004 ظهر أشهر موقع للتواصل الاجتماعي في وقتنا الحالي ، وهو موقع Facebook الذي أنشئ على يد طالب في جامعة هارفارد يدعى "مارك زوكربرج" ، وكان في بدايته محصوراً على طلبة جامعته فقط ، ثم أتيح للجامعات الأخرى بعد ذلك ، وقد بلغ عدد المشتركين في Facebook 800 مليون مشترك حتى يومنا هذا ، وتؤكد احصائية أن 48% من المشتركين تتراوح أعمارهم بين 18-34 يقومون بالإطلاع على حساباتهم فور استيقاظهم من النوم . ووصولًا إلى عام 2006 حيث أنشئ موقع Twitter الذي يتيح لمستخدميه التعبير عن آرائهم و أفكارهم عن طريق كتابة نص في حدود 140 حرفًا  ، و كان لتلك العبارات القصيرة أثر بالغ في مصير شعوب و دول برمتها فقد كان لـ Twitter دورًا كبيرًا في الأحداث السياسية الأخيرة التي شهدتها المنطقة.

أما بالنسبة لفوائد وسائل التواصل الاجتماعي الحديثة فهي عديدة لعل من أهمها : استمرارية تواصل الأفراد و الأصدقاء مع بعضهم البعض ، والذي بدوره زاد من قوة العلاقات وترابطها . و الانفتاح على دول العالم ، وتكوين صداقات جديدة ، والتواصل معهم من خلال تبادل المعلومات و الصور ، ساعد على التعرف على ثقافات الشعوب من حولنا ، بالإضافة إلى أنها سمحا بحرية التعبير عن الرأي خاصةً للأشخاص الخجولين والذين يجدون صعوبة في التواصل ووجهًا لوجه. و من فوائدها أنها يسرت عملية التواصل والبيع والشراء بين البائع والمشتري و شجعت الأفراد على التجارة الشخصية .


على الرغم من إيجابيات مواقع التواصل الاجتماعي إلى أن هناك العديد من السلبيات التي تعاب عليها إذا ما استخدمت بالطريقة الخاطئة ، فقد أكدت الدراسات أن استخدام شبكات التواصل بكثرة يؤثر على نفسية المراهق وتجعله أكثر عرضة للاكتئاب. كما أنها تزيد من توتر الطفل ، وتؤدي إلى ظهور سلوك عدائي تجاه الآخرين ، بالإضافة إلى إسهامها في إهدار الكثير من الوقت عند تصفح هذه المواقع والتطبيقات ، والذي بدوره ينعكس سلبًا على العلاقات الاجتماعية . فقد أشارت الدراسات أيضًا أن الفرد الذي يدمن استخدام هذه الشبكات يصبح منعزلًا اجتماعيا ولا يشارك أسرته في مناسبتهم او في مشاكلهم ، كما أن سهولة وسرعة نشر المعلومات دور في انتشار الأكاذيب والإساءات للآخرين دون التحقق من صحتها ، مما يؤثر على ترابط المجتمع وتلاحمه. ومن أهم السلبيات هي انعدام الخصوصية الشخصية ، نظرًا لعرض الأفراد حياتهم اليومية بالصوت والصورة للجميع.

هناك تعليق واحد:

  1. اوقاتك سعيدة
    ابداع ومقال اكثر من رائع ارجو التواصل لاخذ الاذن باقتباس كلماتك والمقياس
    alzoher@gmail.com

    ردحذف