يشهد عالمنا الحالي طفرة تكنولوجية في المعلومات
والاتصالات حيث أصبح العالم كله أشبه بقرية صغيرة مترابطة عبر الشبكة العنكبوتية يمكن لسكانها التواصل فيما
بينهم دون حواجز أو عوائق ، لقد كان التواصل قديمًا يستغرق أشهر لإرسال و
استقبال الرسائل عبر مكاتب البريد ، ولكن مع تقدم التكنولوجيا والوسائل الحديثة
أصبح من السهل إرسال و استلام كافة الوسائط كالصور والفيديو بالإضافة إلى
الرسائل النصية ، والرد عليها فورًا من أي مكان و في أي زمان كان في نفس اللحظة .
و مع التقاء شبكات الانترنت في كل مكان ووجود الهواتف النقالة وأجهزة الحاسوب ،
ظهر لنا ما سمى بمواقع التواصل الاجتماعي. و يعد الفيسبوك ، وتويتر ، والانستغرام
من أشهرها ، فهي تتيح الفرصة للمستخدمين بنشر الصور ، و إبداء الآراء المتعددة ،
ومتابعة الأحداث الجارية في المجتمع .
تعرف شبكات التواصل الاجتماعي
على أنها : مواقع على شبكة الإنترنت تتيح للمستخدمين تبادل المعلومات والبيانات
الإلكترونية ، وعرض وجهات نظرهم ، والتفاعل فيما بينهم من خلال مجتمعات افتراضية .
تاريخياً يعد موقع classmate.com أول موقع للتواصل الاجتماعي
والذي أنشئ عام 1995 ، حيث تتوفر فيه خدمة إرسال رسالة لمجموعة من الاصدقاء وعرض
ملفاتهم الشخصية. و في عام 2003 ظهر موقع myspace وهو موقع تفاعلي يسمح للأصدقاء
بتبادل الموسيقى ، و الصور ، ومقاطع الفيديو ، بالإضافة الى احتوائه على مدونات.
وفي عام 2004 ظهر أشهر موقع للتواصل
الاجتماعي في وقتنا الحالي ، وهو موقع Facebook الذي أنشئ على يد طالب في
جامعة هارفارد يدعى "مارك زوكربرج" ، وكان في بدايته محصوراً على طلبة
جامعته فقط ، ثم أتيح للجامعات الأخرى بعد ذلك ، وقد بلغ عدد المشتركين في Facebook 800 مليون مشترك حتى يومنا هذا ، وتؤكد
احصائية أن 48% من المشتركين تتراوح أعمارهم بين 18-34 يقومون بالإطلاع على حساباتهم
فور استيقاظهم من النوم . ووصولًا إلى عام 2006 حيث أنشئ موقع Twitter الذي يتيح لمستخدميه التعبير عن آرائهم و أفكارهم عن
طريق كتابة نص في حدود 140 حرفًا ، و كان لتلك العبارات القصيرة
أثر بالغ في مصير شعوب و دول برمتها فقد كان لـ Twitter دورًا كبيرًا في الأحداث
السياسية الأخيرة التي شهدتها المنطقة.
أما بالنسبة لفوائد وسائل
التواصل الاجتماعي الحديثة فهي عديدة لعل من أهمها : استمرارية تواصل الأفراد و
الأصدقاء مع بعضهم البعض ، والذي بدوره زاد من قوة العلاقات وترابطها . و الانفتاح
على دول العالم ، وتكوين صداقات جديدة ، والتواصل معهم من خلال تبادل المعلومات و
الصور ، ساعد على التعرف على ثقافات الشعوب من حولنا ، بالإضافة إلى أنها سمحا
بحرية التعبير عن الرأي خاصةً للأشخاص الخجولين والذين يجدون صعوبة في التواصل
ووجهًا لوجه. و من فوائدها أنها يسرت عملية التواصل والبيع والشراء بين البائع
والمشتري و شجعت الأفراد على التجارة الشخصية .
على الرغم من إيجابيات مواقع
التواصل الاجتماعي إلى أن هناك العديد من السلبيات التي تعاب عليها إذا ما استخدمت
بالطريقة الخاطئة ، فقد أكدت الدراسات أن استخدام شبكات التواصل بكثرة يؤثر على
نفسية المراهق وتجعله أكثر عرضة للاكتئاب. كما أنها تزيد من توتر الطفل ، وتؤدي
إلى ظهور سلوك عدائي تجاه الآخرين ، بالإضافة إلى إسهامها في إهدار الكثير من
الوقت عند تصفح هذه المواقع والتطبيقات ، والذي بدوره ينعكس سلبًا على العلاقات
الاجتماعية . فقد أشارت الدراسات أيضًا أن الفرد الذي يدمن استخدام هذه الشبكات
يصبح منعزلًا اجتماعيا ولا يشارك أسرته في مناسبتهم او في مشاكلهم ، كما أن سهولة
وسرعة نشر المعلومات دور في انتشار الأكاذيب والإساءات للآخرين دون التحقق من
صحتها ، مما يؤثر على ترابط المجتمع وتلاحمه. ومن أهم السلبيات هي انعدام الخصوصية
الشخصية ، نظرًا لعرض الأفراد حياتهم اليومية بالصوت والصورة للجميع.
اوقاتك سعيدة
ردحذفابداع ومقال اكثر من رائع ارجو التواصل لاخذ الاذن باقتباس كلماتك والمقياس
alzoher@gmail.com